دأبا على عادتهم في كل نسخة من موسم الطانطان، قام الوفد الرسمي المكون من والي جهة كلميم وادنون و رئيس مؤسسة ألموكار و عامل إقليم طانطان وشخصيات عامة و مدنية و عسكرية حاضرة في أنشطة النسخة 15 لموسم طانطان، بزيارة لضريح “الشيخ محمد الأغضف”، حيث ترحم الحضور على روح العلامة وإستذكار بطولاته خلال معارك التحرير إبان عهد الحماية الفرنسية – الإسبانية على البلاد، قبل الإنتقال الى مراسيم عملية النحر التي تعتبر طقسا قديما متوارثا منذ زمن طويل.
الزيارة تتجدد كل نسخة عرفانا بمكانة الزاوية “الفاضلية المعينية” كمنارة دينية و ثقافية و سياسية أنتجت أجيالا من الأبطال و المثقفين الغيورين على وحدة البلاد و إستقراره ، ومنبرا لفك النزاعات و القضايا الشائكة، كما انها لعبت دورا محوريا ابان الاستعمار حيث كانت مدرسة حربية متكاملة الاركان في التكوين والتعلم.
تنتصب الزاوية على سفح تلة تكسوها رمال الصحراء بمدينة طانطان، ويعد الضريح شاهدا على تاريخ كامل عاشه هذا العلامة الصوفي والقائد الصحراوي الذي شارك في معارك التحرير التي قادتها قبائل الصحراء للدفاع عن أرضهم بشراسة، و حققت مجموعة من الإنتصارات بقيادته كمعركة “لبيرات” سنة 1913 إبان السنوات الأولى للحماية الفرنسية- الإسبانية على المغرب، ومعركة “القليب”، اللتان كانت تسعى عبرهما قوات الإستعمار إلى وأد أي مقاومة في مناطق الصحراء الشاسعة.