طالما سمعنا وقرأنا عن يوسف بن تاشفين، لكننا لم نعرف يوما أن و راء هذا القائد العظيم هناك امراة تدعى زينب بنت اسحاق النفزاوية الزوجة الحكيمة والعقل المخطط والمدبر، فما استقام حكم بن تاشفين إلا بفضل مشورتها وحنكتها في تقصي الاخبار تحليلها و تعرية الصادق منها و المفيد وترك الثرثرة النسوية الفارغة وراء ظهرها، فهدفها اكبر من تنشغل بتوافه الامور، لن اتزوج إلا ملك يحكم ربوع البلاد، فكان لها حلمها الذي تغنت به في كل مجلس واقترن اسمها كزوجة وكحبيبة بثلاثة ملوك فهي لن ترضى بأقل من الحكم منصبا.
“زوجة الملوك الثلاثة” عمل روائي يسرد حقبة تاريخية من عهد المغرب الغابر بصوت زينب النفزاوية، التي تحكي سيرتها من القيروان إلى فاس ثم أغمات فمراكش، ومنها تم لها السيطرة على ربوع المنطقة حكما وجاها، ففي عهدها توطدت أوتاد الإمبراطورية المرابطية و ازدهر سلطانها.
فلغتيري كما أقول دائما أخذ على عاتقه ربط الجيل الحاضر والمستقبل بماضي أجداده الغابر، في كل عمل صادر له إلا وفيه شذرات من التاريخ سواء بأحداث وقعت أو شخصيات مرت أو خليط من هذا و ذاك.