ليست الڭدرة شيئا سوى رقصة للعشق. تسمى ڭدرة (قِدر) نسبة للآلة التي يغطيها جلد ممدد يسمح بإحداث نغمات عن طريق ضرب محدد. تؤدى الرقصة في هيئة الجلوس، في مكان ثابت تقريبا، لأنها رقصة بدوية تمارس تحت خيمة يتعذر الرقص فيها بوضعية الوقوف.
تجثو المرأة على ركبتيها، وقد غطت رأسها ووجهها، وسط حلقة يشكلها الرجال. يصفق هؤلاء وفقَ إيقاع معين على نبرات الڭدرة الثلاثية. ينطلق الغناء، وقد رفع البعض أصواتهم بعبارة موزونة، يرد عليها الآخرون بمثلها أو أحسن منها. تعلو الأهازيج شيئا فشيئا، وتبدأ الراقصة بالقيام بنوع من الحركات المتناسقة بواسطة ذراعيها، يديها وأصابعها الرشيقة بشكل مثير. يتسارع الإيقاع بتسارع الضربات، تهز الراقصة رأسها وصدرها، ويقف المغنون وهم يُرَجعون صوتاً حادا موحدا، فيبسطون أيديهم نحو الراقصة، وهي تتخلص رويدا من خمارها الأزرق، وقد بلغ بهم الطرب أوجَه؛ ينكشف جزء من جسدها فتبدو كأنها تنهار، وبذلك تتوقف العملية كلها بضربة أخيرة على الڭدرة. تختفي الراقصة معلنةً انتهاءَ الجذبة، فيعود الرجال إلى كؤوس الشاي الباردة يحتسونها بانتشاء ملحوظ.