ردّ لاعبو كرة القدم، المشجعون والمحللون في إندونيسيا بغضب وحزن على تجريد الاتحاد الدولي (فيفا) البلاد من استضافة كأس العالم تحت 20 عاماً، قبل أسابيع من موعدها، وذلك بعد اعتراضات محلية على مشاركة منتخب اسرائيل.
وجاءت الصفعة المدوية بعد دعوة حاكمي مقاطعتين مؤثرين، إلى استبعاد اسرائيل عن النهائيات المقررة بين 20 مايي و11 يونيو، بسبب سياساتها تجاه الفلسطينيين، وذلك في رسالة وجهها إلى وزارة الشباب والرياضة الشهر الماضي، ومشى حوالي مئة متظاهر من المحافظين المسلمين في العاصمة جاكرتا الشهر الحالي احتجاجاً على مشاركة اسرائيل.
وقال اتحاد الفيفا في بيان الأربعاء بعد لقاء رئيس اتحاد كرة القدم إريك توهير، موفداً من رئيس البلاد جوكو ويدودو “سيُعلن عن مضيف جديد في أقرب وقت ممكن، مع بقاء مواعيد البطولة حالياً دون تغيير”، دون اعطاء تفاصيل إضافية عن أسباب سحب البطولة ومكتفياً بعبارة “بسبب الظروف الحالية”.
وهدّد فيفا بعقوبات إضافية، قد تبعدها عن تصفيات مونديال 2026 التي تنطلق في أكتوبر، علماً انها تعرّضت للايقاف عام 2015 لمدة سنة، بسبب التدخل الحكومي في اللعبة.
وقد يعيد قرار فيفا إندونيسيا إلى حالة ركود وحقبة جديدة من العزلة. وعبر المجلس الأعلى للشباب والرياضة الفلسطيني والأسرة الرياضية الفلسطينية للأسرة الرياضية الإندونيسية عن عميق أسفه لقرار فيفا، مؤكداً وقوفه وتضامنه مع إندونيسيا والأسرة الرياضية الإندونيسية.
وعبّر بعض نجوم اللعبة الواعدين في الأرخبيل الآسيوي عن غضبهم وحزنهم على مواقع التواصل الاجتماعي، لفقدان فرصة اللعب في بطولة يصفها فيفا بـ”بطولة نجوم الغد”.
وأظهر مقطع فيديو نشره الاتحاد الاندونيسي لاعبين مطأطأي الرؤوس ومدربهم غارقاً في دموعه الأربعاء، بعد تلقي نبأ تجريد إندونيسيا من الاستضافة. وقال المهاجم هوكي كاراكا (18 عاماً) “نحن اللاعبين، تأثرنا الآن، ليس نحن فقط، بل كل لاعبي كرة القدم”.
وبتعليقات سلبية، أمطر المشجعون صفحة حاكم وسط جاوة على موقع انستغرام، غانجار برانوو، أحد المرشحين الرئيسيين في الانتخابات الرئاسية العام المقبل، بعد اعتراضه على مشاركة اسرائيل.
في المقابل، كان هناك دعم شعبي للبطولة التي حصلت البلاد على حق استضافتها عام 2019، واعتبرها كثيرون مصدر فخر وطني. وتعهّدت جاكرتا بضمان مشاركة اسرائيل، رغم موقفها المؤيد للفلسطينيين، إلا ان الاصوات المعترضة إرتفعت كثيراً بالنسبة لفيفا.
قال أكمال مرهالي، الخبير في منظمة “سايف أور سوكر” (أنقذوا كرة القدم لدينا): “هذا حادث مؤلم حقاً بالنسبة للشعب الاندونيسي. يجب محاسبة من أحدث الضجيج وجعلنا نفشل”. وقال مسؤولون إندونيسيون إن سحب البطولة سيكلّف البلاد مئات الملايين من الدولارات.
وكان رئيس البلاد دعا إلى عدم تعارض السياسة مع الرياضة، مؤكداً أن “مشاركة اسرائيل لا علاقة لها باتساق سياستنا الخارجية حيال فلسطين. لان دعمنا لفلسطين قوي وحازم دوماً. لا تخلطوا الرياضة بالسياسة”.
لكن في نهاية المطاف، أدى تضارب السياسة مع الرياضة إلى تجريد بلاده من حق الاستضافة.