أصبحت المملكة المغربية تنتهج مؤخرا سياسة عدم التسامح فيما يتعلق بوحدة أراضيها، وهو ما ترجمته على أرض الواقع عبر توجيهها من مصلحة التعاون و العمل الثقافي (scac) بالسفارة الفرنسية بالرباط، تعليمات لجميع مدارس البعثات الفرنسية بالمملكة إلى الإنتباه للمضامين التي تحملها الكتب المعتمدة في مناهج التدريس، بما يتوافق والوحدة الترابية للمغرب.
وأكدت مجلة “جون أفريك” الفرنسية أن مصلحة التعاون والعمل الثقافي في السفارة الفرنسية، والتي تعتمد عليها مؤسسات وكالة التعليم الفرنسي بالخارج، وجهت تعليمات إلى إدارات المؤسسات التعليمية التابعة لها بمراجعة جميع الكتب التي تحمل خارطة مقسومة للمغرب، حتى لو تعلق الأمر بخطوط متقطعة، وأن تقوم بسحبها إذا لزم الأمر.
ووفق المجلة، فإنه بالرغم من أن البرامج والأدوات التعليمية المستخدمة هي نفسها المعتمدة في فرنسا، فإن البعثة الفرنسية في المغرب تبدي إهتماما أكبر بمراقبة الكتب التي تُظهر أي حدود تقطع الصحراء عن مغربه، حتى ولو تعلق الأمر بالخطوط المتقطعة، ما يُجبر الإدارة على التصرف بسرعة لإنقاذ الموقف، لأن الأمر صادر عن مؤسسة تابعة رأسا لوزارة الخارجية، وهو ما يعد أمرا ذا بعد دبلوماسي.
وأشارت ذات الصحيفة، أنه قد سبق أن تم إكتشاف خارطة مقسومة للمغرب بكتاب مدرسي في إحدى الثانويات الفرنسية، لتطلب الإدارة جمع كل الكتب ثم حثت الأساتذة على تكييفها مع متطلبات السلطات المغربية، ليقوم بعضهم بوضع ملصقات فوق الخريطة، فيما طالب آخرون التلاميذ بتلوينها بحيث تظهر كمنطقة موحدة، كما تم في شتنبر 2022 سحب كتب التاريخ والجغرافيا المتداولة في العديد من المؤسسات التعليمية الفرنسية بسبب عدم إحترامها سيادة المغرب على أقاليمه الصحراوية.
و نقلت الصحيفة تصريحات أساتذة تشهد على تبني الرباط نبرة أكثر حدة حزما بخصوص مغربية الصحراء، من بينهم أستاذ للتاريخ والجغرافيا قال: “لقد أولينا دائما إهتماما لهذا الموضوع، لكننا اليوم أكثر إنتباها من السابق”.