السفير الفرنسي بالمغرب لازال في حكم الغائب بالنسبة للمغرب

وادنون تيفي13 فبراير 2023
السفير الفرنسي بالمغرب لازال في حكم الغائب بالنسبة للمغرب
تحرير: محجوبة عدي

لا زال السفير الفرنسي الجديد بالمغرب، كريستوف لوكورتيي، يعيش حالة من العزلة رغم تقديم أوراق إعتماده دجنبر الماضي، بشكل رسمي لوزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة.

 

ووفق معطيات، فإن  الرباط تضع السفير الفرنسي في خانة الغائب و تتعامل معه وكأنه غير موجود كرد فعل دبلوماسي على ما تعتبره إستهدافا لمصالحها من طرف باريس وتدخلا في شؤونها الداخلية، حيث يتحفظ المسؤولين المغاربة بمن فيهم أعضاء الحكومة في التعامل معه، وأغلب الأنشطة التي يفترض أن تكون بشراكة مع السفارة الفرنسية بالرباط يتم إلغاؤها أو تأجيلها في أحسن الأحوال، رغم محاولاته في القيام بمجموعة من الأنشطة على غرار زيارته لمقر الشركة المكلفة بالوساطة في الخدمات القنصلية الخاصة بالتأشيرة في الرباط رفقة القنصل العام لباريس في العاصمة ساندرين لولونغ موتا.

 

ورغم أن لوكورتيي فطن الى الغضب المغربي من فرنسا بعد التقرير الأخير للبرلمان الأوروبي الذي إعتبره المغرب معادٍ له، والذي صوت عليه نواب فرنسيون من بينهم منتمون لحزب الرئيس إيمانويل ماكرون، فقد حاول تطويق الأزمة من خلال تصريحات نقلتها مجلة “تيل كيل”، صرح فيها أن الحكومة الفرنسية لا مسؤولية لها في القرارات الصادرة عن البرلمان الأوروبي، معتبرا أن الحكومة الفرنسية مسؤولة فقط عن القرارات الصادرة عن سلطاتها، قائلا:”توصيات البرلمان الأوروبي لا تلزم فرنسا أبدا”، وتابع “تلك القرارات صادرة عن البرلمان الأوروبي البعيد عن سلطاتنا، وهي صادرة عن منتخبين، والحكومة غير مسؤولة عن البرلمانيين الأوروبيين”.

وبرزت مؤخرا العديد من علامات الأزمة بين الرباط وباريس، آخرها ما صدر في الجريدة الرسمية المغربية بتاريخ 2 فبراير 2023، حيث نشرت بلاغا لوزارة الخارجية تعلن فيه إنهاء مهام محمد بنشعبون، كسفير للمملكة لدى فرنسا، ابتداء من 19 يناير 2023، وذلك بناء على تعليمات من الملك محمد السادس، دون الإعلان عن أي سفير جديد.

 

وكان الملك محمد السادس قد عين بنشعبون مديرا عاما لصندوق الإستثمار الذي يحمل إسمه، بتاريخ 19 أكتوبر 2022، في ظل فراغ دبلوماسي في السفارة الفرنسية بالرباط، إثر إعلان مغادرة السفيرة السابقة هيلين لوغال إلى بروكسيل لبدء مهامها الجديدة في الإتحاد الأوروبي، ما أحدث حينها فراغا دبلوماسيا متبادلا في سفارتي البلدين، في سابقة من نوعها، وإلى الآن لا زالت الرباط لم تُعلن عن تعيين أي سفير جديد على الرغم من قيام باريس بتعيين لوكورتيي.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.