أكد المدير المكلف بتسيير وكالة بيت مال القدس الشريف، محمد سالم الشرقاوي، أن الوكالة تمكنت من الحفاظ على وتيرة منتظمة من الإنجاز، وذلك رغم محدودية التمويل في السنوات الأخيرة.
وقال السيد الشرقاوي، الذي حل ضيفا، اليوم الثلاثاء، على ملتقى وكالة المغرب العربي للأنباء لمناقشة موضوع : “وكالة بيت مال القدس الشريف .. 25 سنة من العطاء في خدمة القدس والمقدسيين”، إنه “رغم محدودية التمويل، تمكنت الوكالة من الحفاظ على وتيرة سنوية منتظمة في الإنجاز بميزانية تتفاوت بين 3.5 مليون دولار إلى 5 مليون دولار في بعض السنوات، رغم ظروف العمل الصعبة، التي تفرضها خصوصية المدينة، وطبيعة تضاريسها السياسية والاجتماعية المعقدة، وتنازع الإرادات فيها، ومحاولات الاحتلال فرض الأمر الواقع عليها”.
وأوضح، في هذا الإطار، أن مساهمات الدول توقفت في سنة 2011، إذ لم تتوصل الوكالة منذ ذلك الحين بأية مساهمة من أية دولة كانت، مشيرا إلى أن المملكة المغربية ظلت “الممول الوحيد لهذه المؤسسة بـ 100 في المائة في صنف تبرعات الدول، و حوالي 70 في المائة في صنف تبرعات المؤسسات والأفراد”.
وخلال 25 سنة الماضية، يضيف المدير المكلف بتسيير الوكالة، بلغ إجمالي التبرعات التي توصلت بها الوكالة حوالي 64،9 ملايين دولار، ضمنها 22،3 ملايين دولار في صنف تبرعات الدول، تمثل منها مساهمة المملكة المغربية نسبة 75 في المائة. و27،1 مليون دولار في صنف تبرعات المؤسسات، و15،5 مليون دولار في صنف تبرعات الأفراد.
وبعد أن عزى توقف التمويل إلى بعض التحديات الجيو – سياسية التي عرفتها المنطقة، دعا إلى تظافر الإرادات العربية والإسلامية والدولية لدعم القطاعات المتضررة من قبيل السكن والشغل، وذلك بـ”توفير الدعم المتناسب والملموس والمستدام للمؤسسات المقدسية، ورفدها بالإمكانيات التي تمكنها من الاستمرار في أداء مهامها على أكمل وجه، بعيدا عن الوعود والشعارات والمزايدات العقيمة، التي مل منها الفلسطينيون ولم يروا لها أثرا على أرض الواقع”.
وطرح، في هذا الصدد، الخطة الفلسطينية لدعم القطاعات الإجتماعية، التي تقدمها المؤسسات والأجهزة المختصة في السلطة الفلسطينية، أمام الممولين والمانحين، كـ”إطار مناسب للتمويل، تم وضعه في سياق التشاور الواسع مع المؤسسات المقدسية ومع ممثلي الساكنة”.
وشدد ضيف الملتقى على أن الوكالة لم تذخر جهدا للتواصل مع الهيئات والمؤسسات، في كل المناسبات المتاحة، ومن خلال أجهزة منظمة التعاون الإسلامي، لطلب تقديم الدعم الذي يمكن هذه المؤسسة من تنفيذ مشاريعها المبرمجة في القدس لمساعدة المدينة وسكانها بشكل يتناسب مع حجم الحاجيات المتزايدة.
وخص بالذكر الحاجة إلى بناء ما بين 15 و20 ألف وحدة سكنية في المدينة القديمة، وبناء أو شراء 28 مدرسة جديدة بطاقة إستيعابية تبلغ 864 غرفة صفية، وإنشاء 20 حضانة للأطفال موزعة على مناطق القدس، وتجهيز مراكز العلاج في المستشفيات التخصصية، ودعم موازناتها التسييرية بما لا يقل عن 30 في المائة من هذه الموازنات لسد الخصاص.
ويتعلق الأمر كذلك بإنشاء متنفسات عبارة عن مراكز ثقافية وملاعب رياضية ومتنزهات للترفيه والتثقيف وممارسة الأنشطة الرياضية، ودعم الجمعيات النسائية لتمكينهن من تطوير مهاراتهن في الحرف والمشاريع المدرة للدخل، وترميم 3 آلاف عقار تتوزع بين بنايات أثرية ومساجد وكنائس وصيانة المقابر الإسلامية ومرافق إجتماعية وإقتصادية، وذلك بغية الحفاظ على الموروث الثقافي والحضاري للمدينة.