بقلم : محجوبة عدي
في اليوم الثاني من منافسات مونديال قطر 2022 و ضمن منافسات المجموعة الثانية، إنطلقت مباراة إيران وإنجلترا بملعب خليفة بمحاذاة أكاديمية أسباير للتفوّق الرياضي، إنطلقت المباراة بطابع سياسي عندما إمتنع لاعبو “تيم ملّي” الـ11 عن أداء النشيد الوطني لبلادهم خلال عزفه، تضامنا مع الاحتجاجات التي تشهدها بلادهم منذ قرابة شهرين عقب وفاة الشابة _ مهسا أميني (22 عاماً) _ بعد ثلاثة أيام من توقيفها من قبل شرطة الأخلاق لعدم إلتزامها بالقواعد الصارمة للباس في الجمهورية الإسلامية.
وقد قام التليفزيون الإيراني بقطع البث مباشرة بعد إمتناع لاعبو المنتخب الإيراني ترديد النشيد الوطني، وأطلاق العديد من الجماهير في الملعب صافرات الاستهجان أثناء عزفه، حيث أعربت العديد من الجماهير الإيرانية، المتواجدة في الملعب، عن تضامنهم مع الاحتجاجات. وكان من الممكن مشاهدة الجماهير الإيرانية تحمل لافتات وترتدي قمصان مكتوب عليها “السيدات، حياة، حرية” في ملعب خليفة الدولي، فيما بدت الدموع ظاهرة على وجوه البعض.وكان إحسان حاج صفي، قائد المنتخب الإيراني، قد دعا يوم الأحد، للتغيير وأرسل تعازيه إلى أسر الضحايا الذين قضوا في المظاهرات.
تاريخياً، لم يسبق أن لعب الفريقان ضد بعضهما قبل ذلك، سواء رسمياً أم ودياً، إذ يكتب مونديال قطر 2022 التاريخ بأنه استضاف أول مباراة تجمع إنجلترا وإيران.
وإبتدأ حظ فريق إيران السيء في الدقيقة الثامنة،عندما حاول حارس المرمى الإيراني علي رضا بيرانفاند، إبعاد كرة عرضية من قائد المنتخب الإنجليزي هاري كين، بيد أن وجهه ارتطم في وجه زميل له، ليسقط على الأرض متألما.ولم يستطِع بعد ذلك إستكمال المباراة، وخرج على “نقالة”، ثم تم استبداله بزميله سيد حسين حسيني
وإنتهت المباراة بإكتساح منتخب “الأسود الثلاثة” لنظيره منتخب “تيم ملّي” بنتيجة 6/2، ليحقق المنتخب الإنجليزي ثاني أكبر انتصاراته في تاريخ مشاركاته بكأس العالم لكرة القدم، بعد فوزه على بنما (6/1) في مونديال 2018.
وتناوب على تسجيل أهداف المنتخب الإنجليزي كل من جود بيلينغهام (35)، بوكايو ساكا (43 و62)، ورحيم ستيرلينغ (45+1)، ماركوس راشفورد (71)، وجاك غريليش (90)، فيما أحرز مهدي طارمي هدفي المنتخب الإيراني (65 و90+13 من ركلة جزاء).
تضم المجموعة الثانية بالمونديال (إضافة الى إيران وإنجلترا) كل من ويلز وأمريكا حيث إلتقيا في وقت لاحق من اليوم الثاني من المونديال و إنتهت المباراة بتعادل المنتخبين إيجابياً بنتيجة 1-1 .
و قبل المباراة أصدرت منتخبات( إنكلترا، ويلز، بلجيكا، الدنمارك، هولندا، ألمانيا وسويسرا ) بياناً قالت فيه إن “فيفا كان واضحا جد في أنه سيفرض عقوبات رياضية إذا ارتدى قادتنا شارات (داعمة للمثليين) في الملعب”.وكان من المقرر أن يرتدي قائد إنجلترا هاري كاين شارة عليها شعار “حبّ واحد” لدعم المثليين، في إطار رسالة إلى الدولة المضيفة التي طالتها انتقادات عدة حيال سجّلها الحقوقي على مدى الأعوام الماضية، قبل التلويح بفرض عقوبات صارمة على اللاعبين في حال خُرقت لوائحه.
وعلّق مدرب هولندا، لويس فان خال، على هذه المسألة بعد فوز فريقه على السنغال بالقول: “لن نرتدي شارة القيادة إذا كنا سنحصل على بطاقة صفراء. نحن هنا لنصبح أبطالاً للعالم، لهذا السبب لن نقوم بذلك، وعلينا جميعا أن نسأل إذا كان هذا الإجراء الصحيح من “فيفا”. وهذا واضح تماما”.