لأول مرة في تاريخ السينما المغربية فيلم يتناول سيرة “أسد الريف” محمد بن عبد الكريم الخطابي

وادنون تيفي24 أكتوبر 2022
لأول مرة في تاريخ السينما المغربية فيلم يتناول سيرة “أسد الريف” محمد بن عبد الكريم الخطابي
تحرير : محجوبة عدي

يتواصل منذ أسابيع تصوير الفيلم السينمائي “أنوال” الذي يتناول شخصية محمد بن عبد الكريم الخطابي، الملقب بأسد الريف حيث يسلط الضوء على جزء مهم من حياته منذ أن كان طالبا في القرويين، مرورا بعمله الصحفي بمليلية، ومعلما للغة الأمازيغية وقاضيا للقضاة،ثم اقتناعه بقرار المقاومة كخيار لطرد الاستعمال الإسباني من الريف.كما يجسد المعركة التاريخية الشهيرة (أنوال 22 يوليو 1921)التي انتصر فيها الخطابي انتصارا ساحقا و تكبد فيها المستعمر الإسباني آنذاك خسائر فادحة ومُني بهزيمة وصفت بالنكراء حيث قتل 15 ألف جندي إسباني على رأسهم قائدهم الجنرال “سلفستر”، كما أسر 570 جنديا،معتدمين على أسلحة بسيطة، مقابل جيش منظم وعتاد متطور لدى الإسبان.

وحاز مشروع الفيلم السينمائي “أنوال” الذي قدمته شركة “توفاوت بروديكسيون” على دعم المركز السينمائي المغربي، بقيمة بلغت أربعة ملايين وثمان مائة وخمسون ألف درهم.كماحصل صُنّاع الفيلم على رخصة التصوير منذ 3 سنوات، إلا أن ظروف جائحة كورونا حالت دون الشروع في العمل،ويرى المخرج أن هذا الدعم المالي ليس كبيرا، لذلك حاول فريق العمل إيجاد منافذ أخرى غير مالية مثل توفير المعدات والآليات دون مقابل، كما أن بعض الممثلين والتقنيين، ومنهم المخرج عملوا فيه بتعويضات وصفها بالمقبولة، وذلك لرغبتهم في إخراج هذا العمل في أفضل صورة. وأوضح بوزاكو أنه سيتم الاعتماد على التقنيات الحديثة والمؤثرات البصرية لتصوير المعارك، والاستعانة بـ”فرقة الخيّالة” (فرقة للفرسان) من مراكش، وهي فرقة مدربة ولديها خبرة وتجربة في تمثيل المعارك والحروب.

الفيلم قام بكتابة سيناريوه، الكاتب المغربي محمد النضراني، ويعمل على إخراجه المخرج الريفي، محمد بوزاكو، صاحب عدة أعمال ناجحة على المستوى الوطني والدولي،ويجسد الممثل ربيع القاطي شخصية محمد بن عبد الكريم الخطابي في الفيلم الى جانب مجموعة من الممثلين والممثلات من المغرب الذين يشخصون أدوار شخصيات العمل، وسيكون الحوار بالدارجة المغربية وباللغة الإسبانية وبأمازيغية الريف، على أن يُدبلج بالكامل بأمازيغية الريف عند الانتهاء من التصوير والتوضيب ،و تُصوّر أحداث الفيلم الذي سيستغرق بين خمسة وسبعة أسابيع في 3 فضاءات مختلفة هي دار الكبداني في إقليم الدرويش (شمال) وفي الناظور (شمال) ثم فاس (شمال غرب) لتصوير مرحلة دراسة الخطابي في جامع القرويين. بدار الكبداني بإقليم الدريوش.

ومنذ الإعلان عن بداية تصوير الفيلم وموضوعه، إتسع الجدل حوله على مواقع التواصل الاجتماعي بين أبناء منطقة الريف بالخصوص، وشهد تفاعلا متباينا وإختلافا في الآراء بشأن حساسية الأحداث التاريخية المعالجة.حيث قسم آراء النشطاء المغاربة بين من رحَّب بالفكرة ، وبين من أبدى تخوفه من تحريف الحقائق التاريخية، زيادة على انتقادات طالت اختيار الممثل الذي سيجسد شخصية محمد بن عبد الكريم الخطابي، حيث فضل البعض أن يكون منحدرا من منطقة الريف،واعتبر عدد من الناشطين أن المخرج أخطأ حينما اختار ممثلين لا ينطقون بالريفية ليجسدوا أدوارا مهمة في الفيلم، خاصة وأن المنطقة تزخر بالكفاءات والممثلين الذين باتوا يشاركون في انتاجات درامية على أعلى مستوى.

في هذا الصدد، قال مخرج الفيلم محمد بوزاكو” إن تاريخ محمد بن عبد الكريم الخطابي ليس تاريخ الريفيين فقط، وإنما تاريخ المغاربة والعالم أجمع، على اعتبار أنه شخصية تاريخية عالمية ذاع صيتها في العالم وفكره تبنته حركة التحرر، مثل “شي غيفارا”، في العالم آنذاك.
وعن ضجة اعتماد ممثلين من باقي المناطق المغربية، رد المتحدث بأن هذا الأمر لا يفسد شيئا من قيمة العمل، لأن قيمته تتشكل في موضوعه وأحداثه، وكذا توصيل وتوثيق الأحداث من أجل أن يطلع عليها العامة، إضافة إلى أن السينما لها لغتها التي يشترك فيها جميع الشعوب، مشددا على أن ما يهم أكثر في العمل هو إنتاجه بشكل محترف وبقيمة فنية عالية، سواء من حيث التشخيص والأداء أو من الناحية الفنية والتقنية. وأضاف: “نحن نكتب تاريخنا بالصورة ونريد أن نسوقه في أحلى حلة تقنيا”، مؤكدا في السياق أن 10 ممثلين من الريف يشاركون في الفيلم.

الممثل المغربي ربيع القاطي بدوره قال إن “هذا العمل سيكون سابقة في تاريخ السينما المغربية والعربية، وذلك بالنظر إلى شخصية وخصوصية المناضل والبطل أسد الريف المغربي محمد بن عبد الكريم الخطابي، لأن له إشعاعا عربيا وليس فقط مغربيا”. وأنه اليوم “أمام مسؤولية كبيرة جدا”، مشيرا إلى أنه ليس من السهل عليه تقمص هذه الشخصية لكنه يعتبر نفسه رجل التحديات الكبرى، موردا: “كممثل مغربي أقبل دائما خوض التجارب الفنية المعقدة ولا أقبل بالمسائل السهلة والشخصيات العابرة التي لا تؤثر في الفكر والمتلقي المغربي، وهذا هو نهجي منذ أن بدأت ودائما أتوق شوقا كي أجسد شخصيات مركبة، خصوصا الشخصيات التاريخية؛ لأن لدي ميولا خاصا إليها”.

ويعتبر المخرج بوزاكو -وهو ابن منطقة الريف- النقاش الجاري حول الفيلم عاديا، وأشار إلى أن من حق الجمهور أن يبدي توجسه ومخاوفه بشأن عمل سينمائي عن شخصية مهمة ومؤثرة في التاريخ المغربي والعربي.
وأضاف “أنا واع بالمسؤولية ولديّ توجس، لكني أحب خوض المغامرة من أجل إنتاج عمل في المستوى، أنا واثق في نفسي وفي فريقي، وسنحقق جميعا النجاح لأننا نشتغل بحب”.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.