بقلم : محجوبة عدي
قرر المركز السينمائي المغربي يوم أمس الخميس، تعليق عرض الفيلم السينمائي “زنقة كونتاكت”، مع تعليق البطاقة المهنية لمخرجه إسماعيل العراقي، وإنذار شركة الإنتاج لـ”تعديل نسخة الفيلم خلال 48 ساعة قصد مطابقتها مع السيناريو الأصلي للعمل الذي نال به الدعم العمومي ورخصة تصويره، تحت طائلة سحب رخصة مزاولة المهنة ورخصة اعتماد تنفيذ الإنتاج للشركة ،بسبب تضمنه موسيقى للفنانة الصحراوية الإنفصالية مريم منت الحسان،وهو ما يمس بثوابت الأمة المغربية.
وكشف المركز السينمائي المغربي، في بلاغ له، أنه مباشرة بعد النقاش الذي أثير حوله في الصحافة الإلكترونية قامت لجنة متخصصة في المركز أعادت معاينته، ليتبين لها أن الموسيقى الواردة فيه تعود فعلا للمغنية مريم منت الحسان المغنية الأولى المساندة للطرح الانفصالي في الصحراء، وليس للمغني المغربي فاضول كما هو وارد بالسيناريو المحال على المركز قبل الترخيص بتصويره وتخصيص دعم مالي لإنتاجه بقيمة 4 ملايين درهم و200 ألف.
واعتبر المركز ذلك “خيانة للنص والحوار والصوت المحدد سلفا لأسباب مشبوهة من طرف المنتج والمخرج” كما احتفظ بـ”حقوقه المؤسساتية في مباشرة مسطرة المتابعة القانونية ضد المنتج والمخرج من أجل فعل تغيير وتعديل معطيات ومضمون وحوار وصوت سينمائي وسمعي بصري خارج المقتضيات المؤسسة للترخيصات المنظمة قانونيا”.
وكان فيلم “زنقة كونتاكت”الذي يصور سيرة بائعة هوى ومغني روك أدمن المخدرات يعود إلى مسقط رأسه الدار البيضاء،فتجمعهما علاقة عاطفية في محاولة للهروب من واقعهما، ويقرران تغيير مسار حياتهما فيتخلى هو عن تعاطي المخدرات، بينما تحاول هي الهرب من حياة الشارع، إذ تنقذهما الموسيقى من المصاعب التي تواجههما في الحياة، قد حصل على دعم عمومي مغربي في سنة 2017، ومنحت رخصة تصويره سنة 2019، وصرف الشطر الرابع من الدعم في سنة 2021، وعرض في القاعات السينمائية وشاهده 8 آلاف متفرج في 16 صالة عرض بست مدن مغربية بين سبتمبر 2021 وأغسطس الماضي،كما حصل على الجائزة الكبرى للمهرجان الوطني للفيلم في شتنبر من السنة الجارية،وجائزة أحسن فيلم في مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية بمصر، وأخرى فرنسا، فيما فازت بطلة العمل خنساء بطمة، بجائزة أحسن ممثلة، في مهرجان البندقية بإيطاليا.في وقت بلغت فيه مداخيله 350.000 درهم خلال أقل من سنة من صدوره.
وأكد المركز السينمائي المغربي أنه يستغل هذه المناسبة من أجل دعوة المنظمات المهنية الجادة لتقديم تصور منطقي، لإعادة النظر في منظومة الدعم العمومي للأعمال السينمائية التي تم إرساؤها سنة 2013 وأصبحت متجاوزة فنيا وتقنيا وإداريا.
