“هنا لندن “تصمت بعد 84 عاما من البث الإذاعي

وادنون تيفي20 أكتوبر 2022
“هنا لندن “تصمت بعد 84 عاما من البث الإذاعي
وادنون تيفي

“هنا لندن”تصمت بعد 84 عاما من البث الإذاعي.

بقلم : محجوبة عدي .

تسبب إعلان هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) الشهر الماضي، عن قرارها وقف البث الإذاعي بعدة لغات من أبرزها اللغة العربية،في موجة من السخط في جميع أنحاء العالم.حيث أعرب الكثيرون على شبكات التواصل الاجتماعي، عن حزنهم لهذا الخبر، مودعين صوت “لندن” الذي رافقهم لسنوات طويلة.كما شهدت صفحة الإذاعة على فيسبوك تعليقات رافضة لقرار الإغلاق

وكانت صحيفة الغارديان البريطانية الخميس 30 شتنبر الفارط قد نشرت أن الهيئة البريطانية، قررت وقف البث الإذاعي بـ10 لغات، من بينها العربية والفارسية والصينية والبنغالية، إلى جانب إعتزامها إلغاء 382 وظيفة عبر الخدمة العالمية. في إطار جهودها الرامية لتوفير 28.5 مليون جنيه إسترليني من المدخرات السنوية لخدماتها الدولية”.

وأوضح البيان أن السبب يعود الى “التضخم المرتفع وارتفاع التكاليف أدى إلى خيارات صعبة للهيئة” .مضيفة أن خطط الخدمة العالمية تدعم إستراتيجيتها لإنشاء “منظومة حديثة، وقيادة رقمية”.

ورغم أنه “لن يتم إغلاق أي خدمات لغوية، فإن العديد من تلك الخدمات ستبث عبر الإنترنت، من أجل زيادة التأثير على الجماهير”، بحسب البيان نفسه.

وعلقت مديرة “بي بي سي وورلد سرفيس” (BBC World Service)، ليليان لاندور بالقول “لم يكن دور بي بي سي أكثر أهمية من أي وقت مضى في جميع أنحاء العالم. تحظى بي بي سي بثقة مئات الملايين من الأشخاص للحصول على أخبار موثوقة، خاصة في البلدان التي تعاني من نقص في المعروض”.

 

وتجدر الإشارة الى ان الحكومة البريطانية قامت بإنشاء أشهر محطة إذاعية أجنبية ناطقة باللغة العربية BBC Arabic عام 1938 كأول محطة باللغة الأجنبية لها حيث كان كان العالم على بعد عام واحد من بداية الحرب العالمية الثانية. ويقال إن البريطانيين أطلقوا أولى محطاتهم باللغة الأجنبية باللغة العربية لأنهم أدركوا تأثير الدعاية على مستعمراتهم. حذت ألمانيا حذوها ، حيث أطلقت محطة منافسة تسمى راديو برلين العربي. فاستمع العرب إلى روايات لندن وبرلين عن القتال بين الحلفاء والمحور: الأولى رواها أحمد سرور على بي بي سي العربية والأخرى يونس بحري في راديو برلين. مما لا شك فيه أن الجمهور المستهدف في ذلك الوقت كانوا من النخبة ،لأن الإذاعات كانت لا تزال نادرة.و كان لدى مصر 55000 جهاز فقط ، بينما كان لدى سوريا والعراق 9000 جهاز.

على مدى ثمانية عقود ، لعبت بي بي سي العربية دورًا حيويًا في العالم العربي. كانت المحطة الإذاعية الوحيدة التي أبلغت العرب أنهم خسروا حرب 1967 بينما احتفلت جميع المحطات العربية بالنصر وبثت أخباراً كاذبة لملايين المستمعين. ومع ذلك ، لا بد من القول إن المحطة لم تحافظ دائمًا على دقتها وحيادها ، على الرغم من ادعاء خلاف ذلك

وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، تفاعل المتابعون والناشطون مع الخبر، حيث رأى بعضهم أن هذا الأمر ليس مجرّد نبأ بل “فاجعة”، فالإذاعة الناطقة باللغة العربية رافقت أجيالا عديدة وعلى مدى أكثر من 8 عقود، وشكّل حضورها في العالم العربي علامة إعلامية فارقة.

ولم يكتف المتفاعلون بتوديع الإذاعة البريطانية الناطقة بالعربية، بل أعادوا نشر مقاطع لدقات ساعة بيغ بن مع أصوات مميزة لمذيعين عرب وهم يعلنون توقيت غرينتش قبل بدأ نشراتهم أو برامجهم.

بينما ذيل الصحفي عبد الرحمان الراشد مقاله بصحيفة الشرق الأوسط اليومية العربية”…ربما لم نعد نسمع أغنية “هنا لندن” الشهيرة (“هذه لندن”) ، لكن هذه ليست نهاية بي بي سي عربي. سوف يستمر الإرث الذي تركه ورائه ، حتى لو ظل صامتًا على الأمواج.”

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.