بقلم : أميمة محيب
– لا تزال اللغة تحمل في طياتها الدقة المطلوبة لجعل المجتمعات على مر الأزمنة،تُخزن قاموسا لغويا غنيا بالكلمات.
فما يدعى بالتاريخ و هو الزمن القديم في صميمه؛لم يكن الفرد ليحصل عليه لولا الكلمات التي إستطاع من خلالها أن يفكر و يربط الأحداث بالأسباب ثم باللغة المتزامنة.
فضلا عن التفكير البشري الذي يخاطب معظم الجوانب سواء تعلق الأمر بالأسلوب المعيشي أو بأوجه الإصلاح و الهدم اللغوي.
فاليوم تحولت اللغة المتوارثة عن العرب، كمثال أكثر قرابة للتعبير عن نحو مئة و عشرين علماً و فنّاً لم يكن يعرفها العرب من قبل؛إلا أن الألفيات الأخيرة التي ظهرت فيها مواقع التواصل الإجتماعي نقلت الكلمات من وسيلة إيصال للموضوعات الفنية و العلمية و الفلسفية المستقبلية إلى ثرثرة صبيانية نسبية.
إن اللغة المتمدنة التي إنفتح عليها المجتمع العربي غايتها الشريفة الأولى التمييز اللغوي الحقيقي بين المترادفات المتشابهة لسد فجوة المغالطات،
كذلك الشأن في الكلمات الإنتاجية و الكتابة التلقائية العربية لدى الكتاب و العلماء العرب؛ فقد كانوا متعلقين بالسلفية اللغوية الذهنية بينما اللغة العصرية كانت رمزا للثقافة المستقبلية.
الواضح أن اللغة السلفية جامدة تنبثق كلماتها من محيط الحقل و الطبيعة و العاطفة بينما فقدت جوهرها من البحث السيكولوجي، فمن واجب كل مجتمع يزامن لغة ما؛ أن يعطيها الأحقية في الدراسة السيكولوجية كما فعل بعض الدارسين مع اللغات الأوروبية، لكونها قيمة سلوكية و أخلاقية تُنتج أفكاراً و أفعالا حقيقية.
هذا ما ينطبق على اللغة العصرية التي حاول الاشتراكيين الشعبيين آنذاك تكوين الروح الشعبية من خلال الكلمات و إيثار اللغة الحاضرة عكس لغة السلف.
الحق أن المجتمعات العربية طورت جانبها الشعبي اللغوي،و انتقل ذلك إلى الكتابات الفنية و الشعر و البرامج الثقافية، فبدأت الثورة اللغوية الصناعية التي مزجت لغة الشعب في المجالات الجديدة المتطورة ، أي أنها أنتجت كلمات و ألفاظ تهيج في أنفسنا إنفعالا لمدى إندماجها الشعبي.
ما علاقة مواقع التواصل الإجتماعي باللغة؟
الأصل أن اللغة حية تتفاعل مع المجتمع في إنحطاطه و إرتقائه؛ فهذا الأخير كلما تطورت مجالاته العلمية و التكنولوجيا و الإقتصادية و الإجتماعية أعطى لغته مكانة قيمية.