علينا أن نطرح ذاك التساؤل عن ماهية الوعي التكتيكي، ويمكن اختصار الإجابة عنه في ثلاثة أضلاع:
أن يعرف اللاعب أين هو؟ إلى أين سيذهب؟ وكيف سيذهب؟
تتغير الإجابات بإدراك اختلافات اللعبة، وعادةً لا تتشابه الألعاب والانماط في كل الفرق، ولا تستطيع غالبيتها السيطرة على الخصم وعلى ذاتها، ومن هنا، تتأسس بساطة اللعبة من تعقيداتها، أي بمعنى، سهولة الاجابة على الأسئلة أعلاه، ولا يكتمل ذاك سوى بالزملاء حولك.
يضع بيب ذلك الرهان، ويتسلل ليرشق الاكلشيه القائل أن التكتيك يحد من قدرات اللاعب، ليعكس قائلا:
التّكتيك يعني أن نفجر مواهب اللاعبين، نهاية.
هذه أتت كمعنًى لا كتصريح حرفي، لكنها تفي بالغرض، في السيتي كل شيء هو المنظومة، صراع أزليّ في التفوق بالوعي التكتيكي وتحسينه، سواءً برفع جودة التنفيذ، أو الأفراد، كل مرّة، يشير بيب في مكتبه إلى الحركات التي يجب تطبيقها، يضع الانماط في الورقة، وينزل لملعب التدريبات.
في فريق آخر، ربما لن نرى هالاند يستغل كل نقاط قوته، لأن الفارق يحدث لكيف يصل الفريق إلى المنطقة ما قبل الأخيرة، بوضع لاعب حر يستطيع الدوران في مساحة مباشرة، أو الاستلام بوجه مباشر نحو الخط الأخير للخصم بالسرعة التي تمكن هالاند من أن يكون بمحاذاة خط الدفاع الغير متراجع للخلف بسبب المتناقلات السريعة، ليكون هناك فينطلق بنفس الوقت مع الخط أو قبله قليلاً ليكون بموقف سانح، أو الموقف الثّاني وهي لعبته المزدهرة، أي التقاط العرضيات.
يساهم في لعبة بيب الجديد قوة النرويجي البدنية، وتركيزه الذهني، مع منظومة تخفض ما أمكن وضعه في نواقصه وعيوبه، وتستغل كل مزاياه المرتفعة الجودة، يجيب بيب مرة أخرى ولو بمجاز مني: إنها المنظومة!