بعض الحقائق عن حدود المغرب الشرقية مع الجزائر التي يكتنفها الغموض بسبب غياب الترسيم

وادنون تيفي17 سبتمبر 2022
بعض الحقائق عن حدود المغرب الشرقية مع الجزائر التي يكتنفها الغموض بسبب غياب الترسيم
وادنون تيفي
بقلم : عبد الله مشنون

الاستعمار الفرنسي لهذه المناطق التي تذكره بأعنف الحروب والهزائم؛ والتي يكتنفها الغموض من حيث ترسيم الحدود؛ لم يدم أزيد من 14 سنة إبتداءً من سنة 1934؛ حيث شرع في تسليم السلط بين الفرنسيين والمسؤولين المغاربة إبتداءً من سنة 1946..!

هنا قد يتساءل البعض كيف ولماذا!؟

على عهد سلطات الحِماية الفرنسية كان نصف المشاكل اليومية التي يتلقاها رئيس مكتب شؤون الأهالي بهذه المناطق: (Bureau des Affaires indigène) تتعلق بالنزاع حول الأرض وتدبير الأراضي الرعوية (la gestion du cheptel) وتنقل الرحل بحثًا عن نقط الماء والكلأ. لذلك سموه بالمغرب الغير النافع؛ ومعناه وجود مغرب نافع بالنسبة لهم.

فحتى الأمس القريب؛ كان سكان الجنوب الشرقي؛ ورزازات والرشيدية وزاگورة وطاطا يستغلون أراضيهم في الرعي وزراعة البور؛ في منطقة بشار والطاوس وجمع محصول التمور من واحات النخيل المتاخمة للحدود مع امحاميد الغزلان بإقليم زاگورة.

وكذلك الشأن بالنسبة لساكنة فم زكيد الذين حتى وقت قريب يتوجهون لزراعة أراضيهم والرعي فيها على مستوى المنطقة التي تسمى الزْبَارْ؛ التابعة للنفوذ الترابي لدائرة فم زكيد، ولا يمنعهم من استغلالها سوى القوات المسلحة الملكية. وهي أراضي مغربية لا يجادل فيها أحد.

وبالهبش في أرشيف المستعمر الفرنسي ومراسلاته بقيادات آلنيف بإقليم تنغير وقيادتي تازارين وامحاميد الغزلان وباشوية اگدز بإقليم زاكورة؛ أو ما يسمى على عهد الحماية الفرنسية بمكتب شؤون الأهالي؛ (Bureau des Affaires indigène) حيث نجد خرائط ووثائق ومراسلات موجهة للملحق (Annexe) العسكري ببشار (كابورال) تابع لمكتب شؤون الأهالي؛ من طرف الحاكم بهذه المناطق المغربية (قبطان) يحثه فيها على اتخاذ الاجراءات الأمنية الضرورية لأجل تنظيم المراعي الخاصة بقبائل آيت عطا القادمة والمتوجهة إليها من صاغرو نواحي ورزازات وتنغير والرشيدية وزاگورة وطاطا.
حتى وقت قريب جدًا ما بين (سنة 2002 وسنة 2012) على مستوى الحدود الفاصلة بين النفوذ الترابي لمنطقة محاميد الغزلان وكتاوة ومِيرد بإقليم زاكورة؛ وكذا منطقة سيدي علي جماعة تافراوت بالطاوس التابعة لإقليم تنغير؛ على مستوى بشار والأراضي التي يسيطر عليها الجيش الجزائري؛ يملك السكان أشجار النخيل؛ ويذهبون في كل موسم بشكل عادي لجمع محصول التمور هناك.

قد يستغرب البعض كيف ذلك!؟ ولكن ساكنة الشعب الجزائري الحر؛ لا تقبل بأن تغتصب ملك الغير وتعتبره حرامًا محرمًا في الإسلام والدين.
ومن الأمور الغريبة التي وقعت يومًا ما؛ لمَّا ذهب أحد ساكنة محاميد الغزلان لجمع محصوله من التمار؛ فلسعته أفعى فتوفي هناك بعين المكان. وبعدما أخبر عائلته أحد أفراد أسرة جزائرية؛ انتقلوا وعادوا بالجثة.

باختصار هذه بعض المحطات التاريخية لكي نفهم طبيعة النزاع بين المغرب والجزائر.
إن مفهوم الحدود الشفافة للدول من حيث تبادل المصالح الاقتصادية والاستراتيجية؛ أصبح يجعل من الصراع حول الحدود غير ذي أهمية.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.