شخصيا لا أشكك في النية الحسنة للشيخ ياسين العمري في هجومه على مسلسل “المكتوب”، لكنني أرى أن انتقاد الأعمال الفنية من منطلق ديني مأزق لا يُحسد عليه الشيوخ، فإما أن ينتقدوا بفظاظة، وهذا يرفع نسب مشاهدتهم، لكنه أيضا يرفع نسب مشاهدة الأعمال التي ينتقدونها، وإما أنهم ينتقدونها بأسلوب ليّن، وهذا لا يجلب لهم مشاهدات يحتاجونها لنشر الفضيلة.
غير أن الشيخ العمري أخطأ مرتين في نظري، مرة باستعمال عبارة فظة مثل”كلاب الإعلام”، ومرة بذكر ما دلّ المستمع “الفضولي” إلى المسلسل من خلال كلمة “الشيخة”، المسلسل الذي ارتفعت نسبة مشاهدته بعد تداول مقطع الشيخ على نطاق واسع.
أعتقد أنه لا حل أمام الخطاب الديني سوى الدخول للمنافسة من خلال أعمال دينية “فنية”، لا تقتصر على الوعظ فقط، بل على المتعة أيضا، وهذا مستبعد قبوله في المنظور القريب، ليس في المغرب فقط، بل في معظم دول العالم العربي، نظرا للطابع المنفتح الذي تغذيه العولمة المكتسحة لكل شيء.