الراديو.. سيد الأثير

وادنون تيفي13 فبراير 2022
الراديو.. سيد الأثير
وادنون تيفي
بقلم الجيدة الحنصالي

تزامنا مع اليوم العالمي للإذاعة الذي يصادف 13 فبراير من كل عام، هنيأ لكل العاملين في هذا المجال ،لكل المعدين بعالم الصوت، وكل المهندسين والمقدمين ،وحتى المتدربين في معاهد الصحافة المتخصصة في السمعي البصري، فكل عام وأنتم بألف خير داخل كل الأستوديوهات الإذاعية. فريق متكامل يعمل على مدار الساعة من أجل تقديم خدمة إخبارية احترافية. فالراديو يعد من أهم وسائل الإعلام التي عرفها الانسان ،فهل احتفظ الراديو بمكانته مع هيمنة وتطور التكنولوجيا؟
يعتبر المذياع عنصرا حيويا في مجال الإعلام ،إذ يعتبر الأنيس والمرشد والناصح والناهي في المجتمع تزامنا مع التطورات التي شهدها العالم الحديث؛ من جهة أخرى يعتبر المذياع الأنيس الفردي لكل شخص، خاصة مع أجنحة الليل حيث تتداول القصص وتصبح الأحداث وكأنها هم إجتماعي مشترك.
صحيح أنه قد تبعدنا المسافات، ولكنها تتقزم مع فلسفة التواصل والمذياع كنموذج حي للتفاعل الإجتماعي.
لقد لعب الإعلام دورا أساسيا في تقليص عملية التواصل في بعده المجالي، بحيث أضحى العالم وكأنه قرية صغيرة . يتجلى ذلك في تبادل النقاش بحيثيات الأحداث، ماضيها وحاضرها ….؛ ورغم إيجابيات الإعلام بشتى أنواعه وأصنافه ،فهو  لايخلو من سلبيات تختلف باختلاف ذهنيات الأفراد، فالرقمنة ساهمت بشكل فعال في بناء مجتمع حداثي، إلا أنها في نفس الوقت قامت بتفكيك الترابط الإجتماعي المباشر ،حيث أصبح الإنسان مجرد رقم فقط، وهذا مايسمى في الفلسفة “بالتشيء” ،أي جعل الإنسان كائنا مجردا من ماهيته وكينونته الفعلية والإنسانية، فأصبحت هذه الأدوات بمثابة آلية تلاعب إذ لم تستعمل في سياقها المعقلن.
الراديو ذلك الجهاز الصغير يُحدث أصواتا أو ضجيجا حسب الظروف الجوية ،أصوات المذيعين والمذيعات بلغات متعددة، أخبار على رأس كل ساعة، تحضر العالم بين أُذنيك ،أخبار العالم وأي أخبار “الموت والحياة “.تلك سيرورة الحياة هذا الجهاز فيه من التناقضات الكثير ،فهو في ساعة يفرح وساعة يحزن. نستمع له حينا لنسترخي بموسيقى شرقية أو غربية عتيقة أو حسانية، وحينا آخر نستمع لأجل خبر يحولنا من حالة اللا إتزان الى حالة الإتزان، في حركة بسيطة لأصبعيك تطوفين العالم شرقى وغربا وشمالا وجنوبا ،جنون العقل الانساني الذي أبدع هذا.
الإنسان كائن إجتماعي قول مأثور للعلامة إبن خلدون، لما لا والإنسان لا يمكن أن يعيش بمعزل عن الآخرين، فطوّر اللغة للتواصل، وأنشأ الرموز والعلامات لتلك الغاية، ولم يقف حدود شغف التواصل هنا، بل أبدع آليات للإتصال والتواصل، حيث أصبح البعيد قريب.. كيف ذلك؟ أسس وسائل للتواصل إبّان الثورة التكنولوجية فأنتج المذياع والتلفاز… وبعد ذلك وصل للثورة التقنية التي قفزت بالتواصل الى أبعد مداه الذي نعيشه الآن… الهاتف الذكي…

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.